نمر يحوّل ليلة العيد إلى كابوس.. ماذا جرى في سيرك طنطا؟

12:06 م


الأربعاء 02 أبريل 2025

الغربية- مروة شاهين:

إن قررت الذهاب مع أفراد أسرتك للسيرك للاستماع بالعروض المقدمة، ستضحك مع البلياتشو وتنبهر بحركات القفز البلهوانية، لكنك ستدخر جزءًا من الأدرينالين لآخر العروض، ربما تشتري تذاكر الدرجة الأولى أو المميزة الأعلى سعرا، قيمتها تجعلك في أقرب موقع من الأسود والنمور في العرض الأخير الذي ينتظره جميع الحاضرين، لكن بعض العروض لا تنتهي كما يقرر المدربون.

داخل سيرك منطقة المعرض بطنطا كان جمهور حفلة 10 مساءً ينتظر آخر العروض، بدأ العمال في جلب الحواجز الحديدية لصنع قفص دائري، تأهب الجمهور يحاولون إلهاء الأطفال التي ملت وغالبها النوم بعد ساعتين من مشاهدة عروض مختلفة.

“الأسد هيدخل قوم عشان تشوفه” يقولها أب لطفله الذي أنهكه اللعب وغلبه النوم، بينما بعض الأطفال والكبار يتأهبون لاستقبال الأسود والنمو، حيوانات يعرفون عنها افتراسها وشراستها لا يرونها إلا عبر الشاشات، ربما تكون المرة الأولى التي يرى فيها بعض الأسر مفترسات من السنوريات، في محافظة تخلو من حديقة حيوان.

يدخل المدربون بطريقة استعراضية على الأضواء يسوقون بالعصي والسياط نمرين وأسد وأنثى أسد إلى منطقة العرض تستجيب الحيوانات لصيحات المدربين وصوت السياط فتصعد السلم، وتقفز من حلقات وتمشي على حاجز رفيع بين المقاعد المرتفعة المخصصة لجلوسها داخل العرض.

تسير الأمور وفق الترتيبات المتبعة، ما يعجبك ويبهرك مرة ويخيفك مرات من الأسود والنمور، هو أمر متكرر في سيرك منطقة المعرض، الذي يقام في المواسم والإجازات وينتظره الأطفال والكبار في الأعياد، ضمن برنامج الترفيه الخاص بأهالي الغربية في العيد، لكن ليلة ثالث أيام العيد لم تكن عادية.

بعد دقات الثانية عشرة بقليل انتهى العرض بصراخ عامل كان خارج القفص، هو أقرب بموقعه للجمهور منه إلى الحيوانات المفترسة، ذلك الجمهور الذي شاهد ذراعه الأيسر في فك النمر، وكانت دماؤه أقرب لمن فضل الجلوس في الصف الأول، إذ أدخل ذراعه دون سبب متعلق بالعرض بين حاجز القفص فالتقهما نمر مشارك في العرض بشكل مفاجئ.

تتناثر الدماء من ذراع العامل والنمر يحاول سحبه، الجمهور يهرول إلى الخارج ويلتفت بعضهم يسترق النظر فيطبع المشهد صور ذهنية أكثر قسوة ورعبا عما يمكنه أن يفعل ذلك الفك إذا طال أطراف أي شخص حتى لو كان مساعد وتدرب على التعامل مع تلك الحيوانات المفترسة.

قبض النمر بفكه على ذراع محمد العامل المساعد، وهمّ أن يبترها بأسنانه لولا تدخل المدربين، الأمر استغرق قرابة نصف دقيقة كانت كافية ليتحول التصفيق وصيحات الانبهار إلى صراخ مدوي في السيرك، صراخ الأطفال والنساء الخائفات على أبنائهن كانت كفيلة لتثير اضطراب الحيوانات الأخرى داخل القفص وتصاب بحالة أشبه بالهياج، الأسود والنمور في السيرك لا تعرف معنى الترابط وتجبر على القيام بحركات ومهام غير طبيعية ومربكة بالنسبة لها، لم تكن لتؤديها في بيئتها، وإن لم يؤدها عادة خلال فترة التدريب تعاقب عليها بالسياط.

هرع الجميع إلى الخارج، هربا من 4 حيوانات أحدها يرفض أن يترك ذراع عامل وكاد أن يفصل جزأين من القفص الحاجز عن بعضهما من قوته، بعد عدة محاولات نجح المدربون في إخراج الذراع من الفك المفترس، وطلبوا الإسعاف لنقل محمد إلى مستشفى الطوارئ الجامعي بطنطا لإنقاذه.

وفق مصدر طبي مسؤول بالمستشفى فإن العامل أصيب بجروح غائرة وقد تهتكت الأنسجة العضلية والأوتار العصبية بالذراع الأيسر بصورة يحاول معها الأطباء ألا يضطروا إلى بتر ذراع العامل من فوق المرفق.

بخلاف الإجراءات الطبية المتبعة للتعامل مع الجروح الغائرة تهتك الانسجة التي تركها النمر في ذراع المصاب، سيحتاج العامل إلى جرعات من المصل المضاد للعقر، عقر الكلاب والقطط وأي حيوانات لا تعالج بتقطيب الجروح أو تنظيفها فحسب، السنوريات سواء كانت قصص أو أسود ونمور تحمل أسنانها بكتريا ضارة تستوجب الحصول على 5 جرعات من مصل العقر، وذلك المتبع مع حالات العقر من القطط حتى الأليفة منها التي تعيش في منازل أصحابها، إلا أن عضة القطط لا تقارن مطلقا بأقاربها من ذات الفصيلة، فإن كانت عضة القطة المنزلية تعادل 32 كيلو جرامًا على البوصة الواحدة، فإن عضة الأسد تعادل 295 كيلو في البوصة، أما النمر فيمتلك فك أقوى يسجل قوة عض 475 كيلو جرامًا وهي قادرة على سحق عظام الذراعين والساقين بسهولة.

اقرأ أيضا:

“كان بيقدم عرض للزوار”.. أسد يلتهم يد عامل داخل سيرك بطنطا

أنوسة كوتة: إرسال النمر للتدريب في القاهرة.. والعامل إصابته جروح قطعية فقط

أنوسة كوتة: العامل مد يده داخل القفص.. والمدربين حاولوا إنقاذه من النمر

طنطا الجامعي في مهمة إنقاذ.. جهود لمنع بتر ذراع عامل السيرك بعد هجوم النمر