كيف تستفيد مصر من التجربة السويسرية فى توطين الصناعة ومضاعفة الصادرات؟

شهدت الصناعة المصرية طفرة كبيرة خلال الفترة الحالية ولاسيما بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والمضي قدما في توطين الصناعة محليا، مما يسهم في الحد بشكل كبير من الواردات ويزيد الصادرات، ويضاعف الصادرات للوصول بها إلى  135 مليار دولار سنويا خلال الفترة المقبلة.’

‏وتعمل العديد من الجهات المحلية على عدة محاور ‏لتدعيم الصناعة في مصر منها استعادة المصانع المتعثرة المتوقفة وفتحها وتقديم حوافز وتذليل كافة المشكلات والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى العمل على توطين الصناعة و الشراكه مع القطاع الخاص من خلال وثيقة ملكية الدولة ،ومن خلال مبادرة أبدا لتوطين وتدعيم الصناعة المصرية.

ويمكن الاستفادة في هذا المجال من التجربة السورية في الصناعة التي بدأت قبل نحو 200 عام حيث وبدأت بنقل المصانع من العديد من دول أوروبا والماكينات إلى داخل سويسرا كمرحلة أولى ثم في المرحلة الثانية بدأت تدريجيا في تصنيع بعض قطع وأجزاء تلك المكونات في المرحلة الثالثة بدأت بتصنيع كل تلك المكونات وتوطيتها محليا، مما احداث طفرة كبيرة في الصناعة السويسريه وانعكس بطبيعة الحال على الصادرات وهذا الأمر يمكن لمصر تطبيقه ،سواء في صناعة السيارات من خلال البدء بتجميع السيارات ثم البدء في تصنيع السيارات بمكونات عالية ثم تصنيعها من مكونات تصل إلى 100% خلال المرحلة المقبلة وهذا ينطبق على العديد من الصناعات خاصة الصناعات التي نستوردها  من الخارج ،من المهم جدا أن يتم توطينها محليا في المقام الأول.

علي سبيل المثال وتأكيدًا لنجاح التجربة السويسرية بلغت صادرات سويسرا بنهاية عام 2023 نحو 274 مليار فرنك سويسري لدولة عدد سكانها 9 ملايين نسمة ومساحتها 42 ألف كيلو متر أكثر من 70‎%‎ من مساحتها جبال.

وتستورد بنحو 226 مليار فرنك ويبلغ الائض في لميزان التجاري 48 مليار فرنك سويسري .

‏من المهم التركيز على الصناعات التي تمتاز بها مصر ومنها صناعة المنسوجات من خلال القطن المصري الأقوى والاجود في العالم ،بالإضافة إلى الصناعات الكيماوية والصناعات الأسمدة المختلفة وصناعات الرمل الزجاجي والاستفادة من الخامات التي تتميز بها مصر للمنافسة في الأسواق العالمية بشكل أساسي منها على سبيل المثال صناعة النحاس والألمنيوم والصلب  والفوسفات والسبائك الحديدية التي تعد مصر من أهم دول العالم في تلك الصناعة ،وبالتالي لابد من التوسع بشكل كبير في تلك المصانع وزيادة الطاقة الإنتاجية وتوجيهها للتصدير للخارج.