اخبار مصر
كتب : سهر عبد الرحيم
05:33 م
02/12/2025
في الأيام الأخيرة، تصاعدت حدة التوتر بين فنزويلا والولايات المتحدة مع تعزيز الضغط العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي، وسط مخاوف من انفجار الأحداث واندلاع حرب مباشرة.
اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ البداية موقفًا معاديًا لفنزويلا ورئيسها، إذ تبنى سياسة متشددة ضد المهاجرين القادمين من دول أمريكا الجنوبية، وخاصة فنزويلا، ثم أطلق بعد ذلك حملة واسعة ضد تهريب المخدرات عبر البحر من خلال توجيه ضربات عسكرية على السفن التي يقول إنها تهرب المخدرات إلى الأراضي الأمريكية.
وبعد أشهر من توجيه الضربات والتصعيد، جرى اتصال هاتفي الأسبوع الماضي استمر أقل من 15 دقيقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وخلاله، قال الأخير إنه مستعد لمغادرة البلاد شريطة أن يحصل هو وأفراد أسرته على عفو قانوني كامل، بما في ذلك رفع جميع العقوبات الأمريكية ونهاية قضية رئيسية يواجهها أمام المحكمة الجنائية الدولية، حسبما ذكرت 3 مصادر لوكالة “رويترز”.
كما طالب ترامب برفع العقوبات عن أكثر من 100 مسؤول حكومي فنزويلي، اتهمتهم الولايات المتحدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أو الاتجار بالمخدرات أو الفساد، وفقًا للمصادر الثلاثة ذاتها.
ولكن رفض ترامب معظم طلبات مادورو، وأبلغه أنه لديه أسبوع لمغادرة فنزويلا إلى الوجهة التي يختارها برفقة أفراد عائلته، بحسب المصادر.
تخلي روسيا والصين
بجانب الضغط العسكري الأمريكي، تعاني فنزويلا من فراغًا استراتيجيًا مع تخلي روسيا والصين عن أي مواجهة محتملة بينها وبين إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن روسيا والصين ضخّتا خلال السنوات الماضية مليارات الدولارات في الاقتصاد الفنزويلي عبر قروض واستثمارات نفطية، إلا أن التراجع الحاد في الاقتصاد وانخفاض إنتاج النفط إلى مستويات غير مسبوقة جعلا فنزويلا عبئا على حلفائها.
وأبلغت موسكو وبكين الحكومة الفنزويلية “سرًا”، أنهما لا تعتزمان تقديم دعم عسكري أو مالي واسع في حال صعّدت الإدارة الأمريكية إجراءاتها، وفق ما نقلته “وول ستريت جورنال” عن مصادر دبلوماسية واستخباراتية غربية لم تسمها.
وفي سياق منفصل، حذرت وزارة الخارجية البولندية، اليوم الثلاثاء، مواطنيها من السفر إلى فنزويلا بسبب اضطراب الوضع الأمني في المنطقة نتيجة التصعيد مع الولايات المتحدة.
هل تندلع الحرب؟
يقول نعمان أبو عيسى، المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الأمريكي، إنه يمكن أن تستهدف الولايات المتحدة أهدافًا استراتيجية في فنزويلا بهدف الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.
ولفت أبو عيسى خلال حديثه لـ”مصراوي”، إلى أن الولايات المتحدة تحشد حاليًا سفنًا عسكرية قرب السواحل الفنزويلية، مع اقتراب مزيد من القطع البحرية من الشواطئ الفنزويلية استعدادًا لاحتمال توجيه ضربات عسكرية، خاصة بعد استهداف واشنطن أكثر من 20 هدفًا بحريًا في وقت سابق.
ويرى أن الهدف الأساسي قد يكون شن هجمات على أهداف داخل الأراضي الفنزويلية وربما استهداف مادورو نفسه، في إطار سعي ترامب إلى تغيير الحكومة في كاراكاس واستبدالها بقيادة أكثر قربًا من واشنطن، لاسيما في ظل الثروة النفطية الضخمة التي تمتلكها البلاد.
وأشار أبو عيسى، إلى أن أن تحوّل عدد من دول أمريكا الجنوبية من حكومات يسارية إلى يمينية، يمنح ترامب مبررًا سياسيًا لتصعيد الضغط على فنزويلا، رغم إدراكه أن الكونجرس الأمريكي لن يسمح بحملة عسكرية طويلة الأمد.
ويختتم المحلل السياسي نعمان أبو عيسى حديثه بالقول، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يسعى إلى حرب مفتوحة، بل إلى تغيير النظام الحاكم في فنزويلا، معتقدًا أن قيادة موالية لواشنطن ستتيح لها فرصة أكبر للاستفادة من الثروة النفطية الهائلة في فنزويلا.
هل يطمع ترامب في نفط فنزويلا؟
تقول شبكة “سي إن إن”، إن الولايات المتحدة تبدو مستعدة للحرب مع فنزويلا، وهو الاحتمال الذي أرجعه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هذا الأسبوع إلى رغبة واشنطن في السيطرة على احتياطيات النفط الضخمة في بلاده.
وحسب الشبكة الأمريكية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية نفت أن يكون للنفط دور محوري في إرسال الجيش الأمريكي أكثر من 12 سفينة حربية و15 ألف جندي إلى المنطقة، أو أن يكون النفط وراء تحذيرات ترامب من احتمال وقوع ضربات برية وشيكة، وضرورة تجنب الطائرات المجال الجوي الفنزويلي. بل إن إدارة ترامب تُصرّ على أن تهديداتها العسكرية جزء من جهود واشنطن لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات غير المشروعة من فنزويلا.
ويُشار إلى أن فنزويلا تمتلك احتياطيًا هائلًا من النفط الخام يبلغ 303 مليارات برميل، أي ما يعادل حوالي خُمس الاحتياطي العالمي، ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية . فإنها أكبر كمية معروفة من النفط الخام على كوكب الأرض، وفق ما أوردته “سي إن إن”.
اقرا من المصدر
#بعد #تخلي #موسكو #وبكين. #هل #تشن #أمريكا #حربا #على #فنزويلا
اخبار مصر لحظة بلحظة

