انقلب السحر على الساحر.. العثور على نوع مفترس من الحيتان يطارد أسماك القرش

رصد فريق بحثي من كاليفورنيا مجموعة من الحيتان القاتلة ، التي تمتلك قدرات هائلة لمواجهة هجمات أسماك القرش، في تطور بيئى يكشف عن تغير بعض سلوكيات الكائنات البحرية التى أصبحت اكثر توحشًا لمواجهة أسماك القرش .

وأكد الفريق البحثي، أنه قد تم رصد حيتان قاتلة في خليج كاليفورنيا وهي تطارد أسماك قرش الحوت لتقتلها في هجمات “منسقة”، حيث يرى العلماء  أن الحيوانات المفترسة العملاقة ربما اكتسبت معرفة “خاصة” تسمح لها بالصيد بطريقة لم يسبق لها مثيل في نوعها من قبل.

وقد نجحت هذا النوع المفترس من الحيتان القاتلة  بالتغذى على أسماك قرش الحوت في مواقع في خليج كاليفورنيا ، قبالة المكسيك ، في بعض الأحيان عندما تكون لا تزال صغيرة الحجم.

ويقول العلماء إنه في هذه المرحلة من الحياة، يكونون أكثر عرضة لهجمات الحيوانات المفترسة.

والآن، أفاد باحثون في المكسيك بوقوع أربع حوادث منفصلة حيث تقوم الحيتان القاتلة  والتي يصل طولها إلى 59 قدمًا بمطاردة أسماك قرش الحوت الصغيرة لأول مرة.

وكان عالم الأحياء البحرية إيريك هيجيرا ريفاس المؤلف الرئيسي للتقرير المنشور في مجلة Frontiers in Marine Science،  قال: “نحن نظهر كيف أظهرت الحيتان القاتلة تقنية صيد تعاونية على أسماك قرش الحوت، تتميز بالتركيز على مهاجمة منطقة الحوض مما يتسبب في نزيف سمكة قرش الحوت والسماح للحيتان القاتلة بالوصول إلى الكبد الغني بالدهون.

 

ووقعت الهجمات بين عام 2018 وهذا العام في جنوب خليج كاليفورنيا وتم التقاطها في صور ومقاطع فيديو التقطها أفراد من الجمهور وعلماء.

تم التعرف على الحيتان القاتلة الفردية من خلال تحليل صور الزعانف الظهرية والسمات المميزة مثل الندوب.

كان الحوت القاتل الذكر الملقب بـ “موكتيزوما” حاضرا في ثلاث من عمليات الصيد الأربع.

وقال هيغيرا ريفاس: “عند الصيد، تعمل جميع أعضاء المجموعة معًا، حيث يضربون سمكة قرش الحوت لقلبها رأسًا على عقب، وفى هذا الوضع، تدخل أسماك القرش في حالة من الجمود التوتري ولا تستطيع التحرك طوعاً أو الهروب من خلال الذهاب إلى عمق أكبر.

“ومن خلال إبقاء المنطقة تحت السيطرة، تتمتع الحيتان القاتلة بسهولة وسرعة أكبر في الاقتراب من منطقة الحوض لدى سمكة القرش، وتكون قادرة على استخراج الأعضاء ذات الأهمية الغذائية بالنسبة لها.”

ويقول فريق البحث إن الحيتان القاتلة ربما تستهدف الجانب البطني من أسماك القرش الحوتية لأن أجسادها هناك تعتبر الأقل حماية، لأنها تحتوى على  عدد أقل من العضلات والغضاريف في تلك المنطقة، مما يسمح بسهولة الوصول إلى الشريان الأورطي.

ويعتقد الباحثون أن الصيد بهذه الطريقة قد يشير إلى أن بعض الحيتان القاتلة في خليج كاليفورنيا اكتسبت “مهارات خاصة” تساعدها على افتراس أسماك قرش الحوت.

وقال الباحثون إن الحيتان القاتلة الأخرى ربما تعلمت أن تفعل الشيء نفسه في مناطق أخرى، لكن الأدلة محدودة.

وأضاف: “من المثير للإعجاب للغاية كيف تعمل الحيتان القاتلة معًا بشكل استراتيجي وذكي للوصول فقط إلى منطقة محددة جدًا من الفريسة ، وهذا يسلط الضوء على مدى عظمة هذه الحيوانات المفترسة.”