اخبار مصر
انعقدت قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى لعام 2024 فى بكين، خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2024، بنجاح كبير، وشارك فيها معظم زعماء الدول الأفريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلون عن أكثر من 30 منظمة دولية وأفريقية إقليمية.
وتوصَّل الجانبان الصينى والأفريقى إلى توافقات فى شأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا، واعتمدا بالإجماع وثيقتين مهمتين هما: إعلان بكين وبرنامج بكين.ومنتدى التعاون الصينى-الأفريقى (FOCAC) هو منصة مهمة تجمع الصين ودول القارة الأفريقية لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى.
وقد أسفرت الدورات المتعاقبة لهذا المنتدى منذ عام 2000 وحتى تاريخه عن نتائج إيجابية عديدة على المستويين الإقليمى والدولى، أهمها:- زيادة الاستثمارات الصينية فى أفريقيا فى العديد من القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية، الطاقة، الزراعة، والتعدين.
وقد أسهم ذلك فى تحفيز النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل جديدة، كما حققت التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا رقماً قياسياً بلغ 282.1 مليار دولار فى عام 2023، بزيادة نحو 11% مقارنة مع عام 2021، وما زالت الصين أكبر شريك تجارى لأفريقيا لمدة 15 عاماً على التوالى.
– ساهمت الاستثمارات الصينية فى بناء العديد من المشاريع الضخمة للبنية التحتية فى أفريقيا مثل الطرق والسدود والموانئ، مما أسهم فى تحسين الاتصال والتواصل داخل القارة، وركز المنتدى على دعم التنمية المستدامة فى أفريقيا من خلال المشاريع التى تسهم فى حماية البيئة وتوفير الطاقة المتجددة.
– تبادل الخبرات والتكنولوجيا: استفادت الدول الأفريقية من الخبرات والتكنولوجيا الصينية فى العديد من المجالات، مما أسهم فى تطوير قدراتها الإنتاجية.هذا، وقد تعهّد الرئيس الصينى بتقديم دعم مالى لأفريقيا بقيمة 50 مليار دولار على مدار الأعوام الثلاث المقبلة، وتعزيز التعاون العسكرى فى إطار سعيه لتعميق علاقات الصين مع أفريقيا التى تُعد مفتاحاً لطموحاته الجيوسياسية، ويشمل التعاون المالى خط ائتمان بقيمة 30 مليار دولار، و10 مليارات دولار ضمن فئة المساعدات المتنوعة، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.
كما تعهدت الصين بإعفاء الواردات القادمة من 33 دولة أفريقية تُعد من الاقتصادات الأقل نمواً من الرسوم الجمركية، فضلاً عن توسيع الوصول إلى سوق الصين، وتقديم مساعدات عسكرية لأفريقيا بقيمة مليار يوان لتدريب 6000 عسكرى و1000 ضابط شرطة ومسئول أمنى فى أفريقيا.
ومن الجدير بالذكر أنه مع تزايد الحروب التجارية بين الصين والدول الغربية أصبحت الصين بحاجة إلى شركاء جدد لفتح أسواق جديدة أمام صادراتها، ولكن أعرب بعض القادة الأفارقة خلال المنتدى عن مخاوفهم من استمرار اختلالات الميزان التجارى مع الصين.
وقد أشار الرئيس الصينى، خلال المنتدى، إلى أن الصين قامت بترقية علاقاتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع 30 دولة أفريقية، وأن هناك 6 رؤى للجهود الصينية الأفريقية المشتركة لتحقيق التحديث الذى يتسم بالعدالة والإنصاف، والانفتاح والنفع للجميع، والتنوع والشمول، والسلام والأمن، ويضع الشعب فوق كل الاعتبارات، ويكون صديقاً للبيئة، وهو ما يحظى بتأييد واسع النطاق من القادة الأفارقة، وسيترك تأثيرات مهمة وعميقة على قيادة «الجنوب العالمى» لتسريع وتيرة التحديث فى العالم.
واستفادت الدول الأفريقية من مبادرة «الحزام والطريق» فى مجالات الطب والصحة، والحد من الفقر والتنمية الزراعية، وتعزيز التجارة والاستثمار، والابتكار الرقمى، والتنمية الخضراء وبناء القدرات، وخطوط السكك الحديدية، وشق الطرق وبناء المستشفيات ومراكز المؤتمرات والملاعب.
هذا، ومع تسارع الأحداث إقليمياً ودولياً، وتغيير موازين القوى العالمية وتوقع انتقال العالم من نظام أحادى القطبية إلى ثنائى القطبية وجهود الصين وروسيا معاً لحصار نفوذ الدولار عالمياً وتململ الدول النامية من الهيمنة والعنجهية الغربية، نشير لعدد من النقاط البحثية المهمة فى موقف الصين من الشأن الدولى:
أولاً: المعجزة الاقتصادية الصينية ومدى استمراريتها فى ظل تكشير الأنياب من قبَل الدول الغربية ضدها، وكيف تنتهى الحرب التجارية بخصوص الرقائق الإلكترونية (Chips)، وكذا مدى التنافس فى التقدم الحادث فى مجال الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات ومن سيحسمه فى النهاية.
ثانياً: استمرار التعاون الاستراتيجى بين الصين وروسيا الاتحادية وهل سيكون فى صالح العالم أم البلدين فقط أو سيكون تعاوناً لإلحاق الضرر بالقوى الغربية أو هو الخيار الأفضل للصين وروسيا لتحقيق مصالح شعبيهما.
ثالثاً: منتدى التعاون الصينى الأفريقى، هل سيساعد على ريادة الصين لدول الجنوب وموقف البرازيل ومصر وجنوب أفريقيا وإندونيسيا من التوجه الصينى.
رابعاً: هل تستمر الصين فى دعمها الإيجابى للدول الأفريقية وهل ستنجح فى إزاحة الغرب عن الريادة، وذلك بالتنسيق مع دول الجنوب وروسيا والهند، أم ستنجح الدول الغربية فى عرقلة مسيرة الصين الشاملة؟
خامساً: إذا نجحت الصين فى قيادة دول الجنوب، هل ينعكس ذلك على تجمع البريكس إيجاباً وينتقل «البريكس» من مجرد تجمع اقتصادى إلى منظمة دولية فاعلة مما يسرع بعملية ازدواج النظام العالمى وإزاحة الولايات المتحدة عن قيادة العالم بحيث تنتقل لتكون إحدى القوى العالمية فقط؟
سادساً: إذا انتقلت الريادة العالمية للشرق، هل ستستمر الصين فى سياسة المشاركة العادلة مع الدول أم ستحاكى نموذج السيطرة الغربية، وهل ستستمر اليابان فى المعسكر الغربى رغم وجودها فى الشرق؟
سابعاً: هل الحرب الروسية الغربية على أرض أوكرانيا هى آخر الحروب فى القارة العجوز أم تحضير لحرب عالمية جديدة، وهل أخطأ الغرب عندما أجبر روسيا على الارتماء فى أحضان الصين بموقفه من الصراع فى أوكرانيا وأيضاً هل يمكن للغرب التغلب على الصين ومعها روسيا، أم يعيد الغرب ترتيب أولوياته مع روسيا الاتحادية.وتدور الأيام دورتها وتفرض الأقدار سلطانها وتجتهد الشعوب فى المنافسة ومن يتخلف من الدول خرج من دائرة التاريخ.
اقرا من المصدر
#الدكتور #منجي #على #بدر #يكتب #نتائج #قمة #منتدى #الصين #كتاب #الرأي
اخبار مصر لحظة بلحظة